الطالب :نورالدين يوسف ظاهر حجيج / الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية- إدارة بحوث وقاية النبات
جامعة دمشق – كلية الزراعة
2009
الملخص
أجريت التجارب في منحل ومختبر بحوث نحل العسل في كلية الزراعة بجامعة دمشق بين عامي 2005 و2008 على خلايا عامرة بالنحل مزودة بقواعد خاصة لعدّ الفاروا، دُرست طرائق المكافحة المتنوعة الآمنة على النحل والإنسان، الفاعلة في مكافحة طفيل الفاروا والقادرة على الحد من تطور مجتمعه، وفي النهاية أعُدت برامج مكافحة متكاملة لمكافحة طفيل الفاروا، والتقليل ما أمكن من استخدام المبيدات الكيميائية.
تم اختبار العديد من طرائق المكافحة والتي تعتمد على استخدام المواد الطبيعية، أو على المعرفة الدقيقة بسلوك إناث الفاروا في التكاثر، أما بالنسبة للمواد الطبيعية فقد تنوعت من تدخين المواد النباتية إلى نشر وتبخير الزيوت العطرية وكذلك استخدام الأحماض العضوية والعكبر، كما استخدمت بعض الطرائق التي ترتبط بسلوك الفاروا والنحل والتي يقوم بها النحال للحد من تطور مجتمع الفاروا كاستخدام مصائد حضنة الذكور، تقسيم طائفة النحل، حجز الملكات أو استبدالها.
أثبتت النتائج أن تدخين المواد النباتية قد أعطى فاعلية نسبية جيدة في تساقط الفاروا، وقد تميز من المواد النباتية كلاً من بذور الأنيسون (10غ/خلية)، نبات أكليل الجبل(15غ/خلية) وجذور الطيون (20غ/خلية) بفاعلية قدرها 81.4، 80 و79.1% على التوالي. وقد زاد من فاعلية هذه المواد استخدامها كخلائط، والتي تميزت بإظهار فاعلية جيدة لا تقل عن 60.4% عند إعادة استعمالها في المكافحة بعد 24 ساعة من التطبيق الأول على عكس تطبيق المادة النباتية مفردة، ووصلت الفاعلية في تدخين خليط مؤلف من 10غ/خلية من نبات إكليل الجبل بقطعة خيش مشبعة بمستخلص الثوم 30 مل تركيز 10% إلى 88%، بينما أعطى تدخين خليط مؤلف من 10غ من نبات أكليل الجبل و7غ من أوراق العفص و4 مل من زيت الأنيسون/خلية فاعلية قدرها 84.4%.
أما بالنسبة للزيوت العطرية فقد أظهر زيت الأنيسون المستخلص على البارد، والذي يحتوي على نسبة عالية من الأنيثول فاعلية متميزة، وقد أعطت طريقة تبخيره بمعدل 1.5 مل/خلية باستخدام وشيعة موصولة ببطارية متوسط فاعلية قدرها 89.2%، وأكدت النتائج أن إضافة الكحول يزيد من فاعلية الزيت مما يسمح بالتقليل من كمية الزيت المستخدم. بينما أعطى نشر 4 مل زيت أنيسون رذاذياً داخل الخلية باستخدام جهاز رش رذاذي فاعلية قدرها 84.1% وبالرغم من فاعلية هذه الطريقة إلا أنها تستهلك كمية أكبر وتجهيزات أكثر ولكنها مهمة في حال طورت الأدوات لتقليل الهدر بالزيت والوقت.
أما العكبر فيستخدم من الناحية الوقائية ضد العديد من الإصابات المرضية وخاصة الفطرية، إضافة لإظهاره فاعلية معقولة في مكافحة طفيل الفاروا تصل إلى 79.3% في حال رش نحل الطائفة بنحو 100 مل محلول مائي يحوي تركيز 7.5% عكبر و1.25% لكلٍ من المانثول والأوكاليبتول.
أشارت النتائج أن دور الأحماض العضوية مهم في مكافحة طفيل الفاروا وخاصة حمض الأوكزاليك والذي تميز بطريقتي تبخيره بالوشيعة أو رشه ضمن محلول مائي على النحل مباشرة، فقد أعطى فاعلية قدرها 94.8% في حال تبخير 2غ من حمض الأوكزاليك بطريقة الوشيعة الكهربائية، و92.8% عند استخدام محلول مائي يحوي 3% حمض أوكزاليك، وكانت طريقة التغذية أقلها فاعلية. بينما تميزَّ حمض النمل بتأثيره على الفاروا داخل نخاريب الحضنة المختومة وبفاعلية تراوحت بين 50.5 و100% وبمتوسط قدره 83.4%.
أثبتت النتائج أن استخدام الأعمال النحلية يحد من أعداد طفيل الفاروا فاستخدام مصائد حضنة الذكور قد خفض الإصابة بمقدار 58.5% في حال استخدام مصيدة الذكور واستبعادها لمرتين متتاليتين، بينما أدى استخدام مصيدة الذكور لمرة واحدة إلى وقف تطور مجتمع طفيل الفاروا لفترة تجاوزت الشهرين. بينما أدى تقسيم طائفة النحل إلى سحب جزء كبير من الفاروا إلى الطائفة البنت بالإضافة لإحداث انقطاع في دورة حياة الطفيل، وقد أعطت طريقة التقسيم فاعلية تراوحت بين 54.8 و66.9% وبمتوسط قدره 58.7%، وفي النهاية أدى حجز ملكات النحل واستبعاد الأقراص بعد الختم إلى إحداث فترة انقطاع طويلة للحضنة اللازمة لتكاثر الفاروا مما أعطى فاعلية في خفض الإصابة في الخلية بنسبة 61.4%.
بينت الدراسة التي أجريت على دينامية طفيل الفاروا أن أعداد طفيل الفاروا تزداد في طائفة النحل مع بداية أيلول لتصل إلى أعلى مستوى في تشرين الثاني وكانون الأول، وتتضاعف لعدة أضعاف قد تصل إلى 23 ضعف بعد عدة أشهر، وقد ازدادت أعداد الفاروا في السنة الثانية بشكل مبكر مقارنة بمستوى الإصابة في السنة الأولى، ولوحظ موت معظم الخلايا خلال سنتين.
تبين مما سبق أن الطرائق المتبعة قد أعطت فاعلية مقبولة في مكافحة طفيل الفاروا، وأن استخدام طريقة لوحدها غير كافٍ للحد من تطور مجتمع الفاروا على مدار العام، وتشكل مع بعضها برامج للمكافحة المتكاملة، وقد تراوحت الفاعلية في برامج المكافحة المتكاملة في نهاية الموسم النحلي بين 5% و76.5% وهذا يؤكد أن استخدام الطرائق الآمنة تعطي فاعلية جيدة وفي أسوأ الأحوال توقف تطور مجتمع الفاروا، بينما لوحظ تضاعف نسبة الإصابة في خلايا الشاهد بنحو 9.5 مرة.