فيروس الموزاييك الأصفر للفاصولياء على المحاصيل البقولية الغذائية الشتوية ومكافحته في سورية

الطالب :محمد الخلف/ هيئة البحوث العلمية الزراعية بحلب – مركز بحوث حلب
جامعة حلب- كلية الزراعة
2009

الملخص

نفذت هذه الدراسة بهدف الحصول على أعلى نسبة إصابة بفيروس الموزاييك الأصفر للفاصولياء في تجارب البحث عن أصناف أو مدخلات وراثية مقاومة خلال الموسم الزراعي 2005/2006، في محطة بحوث ايكاردا على أنها طريقة سهلة تسمح بتقييم عدد كبير من المدخلات.   زرعت التجربة في قطع تجريبية مساحة كل منها 2.7 م2، باستخدام صنف الفول المحلي السوري ILB 1814، ثم أعديت بفيروس الموزاييك الأصفر للفاصولياء (عزلة SV205-85)، بالطريقة الميكانيكية باستخدام مرش يعمل على الهواء المضغوط. حضر اللقاح بطحن أوراق نباتات فول مصابة بالفيروس باستخدام محلول فوسفات البـوتاسيوم (KPO4) أو الماء مع إضافـة المادة الخادشة (Celite) أو دون إضافتها، وبنسب مختلفة من وزن أوراق النباتات المصابة بالفيروس إلى المحلول المنظم بنسب (0: 0، 1: 20، 1: 100، 1: 200) (وزن:حجم). بينت النتائج عدم وجود فروق معنوية (P=0.05) في متوسط نسب الإصابة نتيجة استخدام المحلول المنظم فوسفات البوتاسيوم أو الماء، بينما كانت هذه الفروق معنوية عند إضافة المادة الخادشة، وغير معنوية عند استخدام تخفيفات مختلفة من اللقاح المعدي. كانت أعلى نسبة إصابة بفيروس الموزاييك الأصفر للفاصولياء تم الحصول عليها هي 81% عند استخدام المحلول المنظم فوسفات البوتاسيوم مع إضافة المادة الخادشة وتخفيف اللقاح الفيروسي 1 : 20. كما أجري مسح حقلي لتحديد مدى انتشار فيروس الموزاييك الأصفر للفاصولياء على البقوليات الغذائية الشتوية والأعشاب المرافقة لها في أربعة مناطق رئيسية في سورية (الساحلية، الشمالية، الجنوبية والوسطى) في المواسم الزراعية 2004/2005، 2005/2006 و2006/2007، تمت خلالها زيارة 235 حقلاً.
جمعت خلال المسح الحقلي 3750 عينة بقولية ظهرت عليها أعراض توحي بإصابة فيروسية و10785 عينة فول جمعت عشوائياً. بالإضافة إلى ذلك تم جمع 428 عينة عشبية بقولية وغير بقولية أبدت أعراض إصابة فيروسية من نفس الحقول.
أشارت نتائج اختبار بصمة النسيج النباتي المناعي (TBIA) إلى انتشار الفيروس في جميع المناطق الممسوحة، وسجلت أعلى نسبة إصابة في المنطقة الساحلية (46.3%) ولا سيما على محصول الفول بشكل رئيسي، تلاه الحمص والعدس والبازلاء بنسب مختلفة. كما سجل الفيروس لأول مرة في سورية في ثلاثة أنواع عشبية هي: الحندقوق (Melilotus sp.)، والفجل البري (Rhaphanus raphanistrum L.)، وأم أجراس (Molucella sp.). وتم تقييم ردود فعل 514 مدخلاً وراثياً من الفول، و123 مدخلاً وراثياً من العدس، و53 مدخلاً وراثياً من البازلاء، إزاء الإصابة بفيروس الموزاييك الأصفر للفاصولياء، وتحديد نسبة انتقال الفيروس في بذورها، كما درست العلاقة ما بين نسبة الانتقال بالبذور وقيم الدليل المرضي عند مدخلات الفول ونسبة الإصابة عند مدخلات العدس والبازلاء، خلال ثلاثة مواسم زراعية متتالية (2004/2005 و2005/2006 و2006/2007).
أعديت جميع النباتات بالفيروس في مرحلة ما قبل الإزهار (بعمر 4 أوراق بالنسبة للفول وفي مرحلة ما قبل الإزهار في مدخلات العدس والبازلاء) بالطريقة الميكانيكية تحت الظروف الحقلية، مع ترك مكرر دون إعداء للمقارنة.
بينت النتائج أن معظم المدخلات كانت قابلة للإصابة بالفيروس، وأظهرت تبايناً في نسب الإصابة الحقلية تراوحت من 0 إلى 100%. وتراوحت نسب الفقد في الغلة نتيجة الإصابة بالفيروس ما بين 0-100%. استخدمت جميع البذور الناتجة من تجارب تقييم المدخلات الوراثية لدراسة مدى انتقال الفيروس فيها. زرعت البذور في صوانٍ مملوءة بالرمل، ثم فحصت البادرات الناتجة لكل مدخل وراثي على حدة باستخدام اختبار بصمة النسيج النباتي المناعي للكشف عن وجود الفيروس.
بينت النتائج إمكانية انتقال فيروس الموزاييك الأصفر للفاصولياء في بذور 19 مدخلاً وراثياً من الفول و23 مدخلاً وراثياً من العدس، بينما لم ينتقل الفيروس في بذور باقي المدخلات الوراثية المختبرة للفول والعدس والبازلاء، ولم تسجل فروق معنوية ما بين قيم الدليل المرضي لمدخلات الفول الوراثية أو نسب الإصابة لمدخلات العدس والبازلاء، مع نسب الانتقال بالبذور لجميع المدخلات المختبرة. كما أثرت الإصابة بالفيروس في لون البذور الناتجة وشكلها، وخفضت من قيمتها التسويقية وخاصة في صناعة التعليب.
ثم درست حركة فيروس الموزاييك الأصفر للفاصولياء وتكاثره في 12 مدخلاً وراثياً من الفول و13 مدخلاً من العدس و15 مدخلاً من البازلاء تختلف فيما بينها في درجة حساسيتها للإصابة بالفيروس، وذلك تحت ظروف العدوى الاصطناعية في البيت الزجاجي خلال عام 2007. أعديت جميع النباتات بالفيروس بالطريقة الميكانيكية بعمر أربعة أوراق حقيقية. تم فحص مجموعات من خمس نباتات من كل مدخل وراثي لمدة 24 يوماً بعد العدوى بفاصل يومين بين المجموعة والأخرى. طبعت الأجزاء النباتية المختلفة للنبات الواحد (القمة النامية، الساق، قاعدة الساق، والجذر) على أغشية النيتروسيليلوز، ثم فحصت جميع المعاملات في الوقت نفسه باستخدام اختبار بصمة النسيج النباتي المناعي (TBIA). قدرت نسبة تركيز الفيروس في كل جزء نباتي باستعمال سلم مكون من 4 درجات (0-3) بالنسبة للمدخلات الوراثية للفول ومن درجتين بالنسبة للمدخلات الوراثية للعدس والبازلاء. أظهرت نتائج الاختبار أن حركة الفيروس في المدخلات الوراثية الحساسة كانت أسرع من حركته في المدخلات الوراثية المقاومة، وكان تركيز الفيروس أعلى في المدخلات الحساسة مقارنة بالمدخلات الوراثية المقاومة. وتم الكشف عن الفيـروس بعد 8-10 أيام من الإعداء في كل الأجزاء النباتية الأربعة المختـبرة للمدخلات الوراثـيـة الحساسة لكل من الفول (ILB 6101، ILB 6167، ILB 2134، ILB 3038، ILB 454، PBL 507)، والعدس (ILL 262، ILL 1645، ILL 4400، ILL 8635)، والبازلاء (IFPI 378، IFPI 953، IG 134573). بينما لم يكشف عنه في مدخلات العدس المقاومـة (ILL 8216، ILL 7163، ILL 4736، ILL 336، ILL 83)، والـبـازلاء المقاومـة (IFPI 224، IFPI 791، IFPI 1643، IFPI 2527، IFPI 3378، IFPI 3660، IG 134697) حتى بعد 24 يوماً من الإعداء. وقد اختلفت نسب الإصابة في مدخلات الفول والعدس والبازلاء تبعاً لدرجة مقاومتها الوراثية. وأمكن التمييز بسهولة بين المدخلات الوراثية المقاومة والحساسة بعد 8-10 أيام من إعداء مدخلات الفول والعدس والبازلاء باستخدام هذه الطريقة. إضافة إلى ما سبق درس تأثير أربع رشات من مبيد ثياميثوكسام أو الزيت المعدني الصيفي في خفض نسب الإصابة بفيروس الموزاييك الأصفر للفاصولياء في الظروف الحقلية خلال الموسم الزراعي 2005/2006. عند إعداء النباتات في مرحلة ما قبل الإزهار بالفيروس بالطريقة الميكانيكية وبنسب مختلفة من الإصابة (0، 1، 5، 10، 20 و30 نبات /قطعة). أظهرت النتائج وجود فروقات معنوية في نسب الإصابة ما بين المعاملات المرشوشة والشاهد. وكانت معاملة الرش بالمبيد الحشري ثياميثوكسام الأفضل من حيث زيادة الإنتاجية وبفارق عالي المعنوية حيث زادت بمقدار 18.4%، مقارنة مع الرش بالزيت المعدني أو الشاهد. كما درس تأثير الإصابة بفيروس الموزاييك الأصفر للفاصولياء في إنتاجية الصنف المحلي السوري للفول (ILB 1814) خلال الموسمين الزراعيين 2005/2006 و2006/2007، تحت الظروف الحقلية والإعداء الميكانيكي بنسب مختلفة من الإصابة (0-100%) عند مراحل مختلفة من عمر النبات.
أظهرت النتائج أن الإصابة بالفيروس أثرت سلباً في إنتاجية محصول الفول، واختلفت نسبة الفقد في الإنتاجية باختلاف موعد العدوى ونسبة الإصابة. وظهرت فروق معنوية ما بين الإنتاجية وموعد العدوى من جهة ونسبة الإصابة من جهة ثانية. كما أمكن رسم معادلة خط انحدار الإنتاجية التي أظهرت أن الإنتاجية تتناسب طرداً مع التأخر في إجراء العدوى وعكسياً مع نسبة الإصابة. وتمت مقارنة التتابع النكليوتيدي لمورث الغلاف البروتيني للعزلة السورية SV205-85 لفيروس الموزاييك الأصفر للفاصولياء (BYMV) مع التتابع النكليوتيدي لستة عزلات فيروسية أخرى لنفس الفيروس تم الحصول عليها من بنك المورثات NCBI database. رسمت شجرة القرابة الوراثية للتتابع النكليوتيدي لمورث الغلاف البروتيني باستخدام برنامج DNAMAN Software. بينت النتائج أن شجرة القرابة الوراثية قسمت العزلات التي درست إلى مجموعتين عنقوديتين منفصلتين، ضمت الأولى العزلتين السورية والهندية وكذلك الأسترالية واليابانية. بينما ضمت المجموعة الثانية العزلات الصينية والهولندية والأمريكية. أظهرت شجرة القرابة الوراثية تشابه العزلتين السورية والهندية بنسبة 99%. وأجريت دراسة لمعرفة إمكانية استخدام وجهي أغشية النيتروسيلليلوز في اختبار بصمة النسيج النباتي المناعي (TBIA)، وذلك بطباعة نباتات من الفول والعدس والبازلاء مصابة بفيروس الموزاييك الأصفر للفاصولياء (BYMV، جنس Potyvirus، عائلة Potyviridae) بالطريقة المعتادة على وجه واحد للغشاء فقط كشاهد للمقارنة، وعلى كلا الوجهين، وعلى الوجه الثاني من غشاء طبعت نباتات على وجهه الأول في وقت سابق ولكن غير مفحوصة سيرولوجياً وأغشية أخرى فحصت سابقاً. كما درست إمكانية نقل فيروس BYMV بالطريقة الميكانيكية من مقاطع نباتات مصابة مطبوعة على أغشية النيتروسيلليلوز إلى نبات عائل. بينت نتائج هذا البحث إمكانية الكشف عن فيروس BYMV في مقاطع نباتات الفول والعدس والبازلاء وبشكل واضح، مقارنة بالشاهد، عند طباعة النباتات المراد فحصها على كلا وجهي أغشية النيتروسيلليلوز سواء كانت الأغشية مفحوصة أو غير مفحوصة سيرولوجياً. وأمكن بهذه الطريقة توفير حوالي 50% من كلفة الاختبار، إضافة إلى توفير الجهد والوقت اللازمين لانجازه. وأشارت النتائج إلى عدم إمكانية نقل فيروس BYMV ميكانيكياً من مقاطع النباتات المصابة المطبوعة على الأغشية إلى نباتات العائل، وبالتالي لا تعدّ أغشية النيتروسيلليلوز التي تحمل طبعات نسيجية من نباتات مصابة وسيلة تسمح بانتقال الفيروس من بلد إلى آخر.