دور المقاومة الجهازية المكتسبة في نبات البندورة إزاء الأمراض المتسببة عن الجنس Alternaria

الطالب :عمر عتيق/ هيئة البحوث العلمية الزراعية بحلب – مركز بحوث حلب
جامعة حلب-   كلية الزراعة
2007

الملخص

   يُعدّ مرضا تبقع الأوراق الألترناري (Alternaria alternata) واللفحة المبكرة (Alternaria solani) من أهم الأمراض الفطرية التي تصيب محصول البندورة وأكثرها انتشاراً في العالم.
تصاب البندورة في سورية بأمراض ورقية توحي بأعراض اللفحة والتبقعات، ولوحظت هذه الأعراض منذ زمن طويل وتسبب سنوياً فقداً ملحوظاً في الإنتاج، وعرفت على أنها اللفحة المبكرة على البندورة. تصاب بهذين المرضين كل أجزاء النبات، التي تتميز بظهور بقع صغيرة على الأوراق محاطة بهالة صفراء، تتسع ثم تتحد مع بعضها البعض، وتشكل إما بقعاً دائرية سوداء تضم دوائر متداخلة متحدة المركز (concentric rings) كما في اللفحة المبكرة، أو في صورة بقع سوداء زاوية مضلعة وأحياناً دوائر متحدة المركز كما في مرض تبقع الأوراق الألترناري.
تبدأ الإصابة على الأوراق السفلى ثم تنتقل إلى الأعلى مؤدية إلى فقدان حيويتها وتساقطها عند اشتداد الإصابة.
هدف هذا البحث إلى إجراء مسح حقلي لأمراض البندورة المتسببة عن Alternaria spp. في سورية، وإلى إيجاد تقنية لإنتاج أعداد غزيرة من الأبواغ الكونيدية للفطر A. solani والتفتيش عن مصادر وراثية مقاومة لهذه الأمراض، كما هدف إلى دراسة فاعلية بعض المواد الكيميائية المساعدة في تحريض المقاومة الجهازية لنباتات البندورة وطرق استخدامها الأمثل لخفض درجة الإصابة بالمرض.
نفذ المسح الحقلي في عامي 2005 و2006 في دفيئات بلاستيكية مزروعة بالبندورة بمحافظتي اللاذقية وطرطوس، وفي حقول مكشوفة من محافظتي حلب وحماه (الغاب) واللاذقية، وأظهرت الدراسة عدم انتشار إصابات بالفطر Alternaria spp. على البندورة في الدفيئات البلاستيكية خلال عامي الدراسة، باستثناء دفيئة واحدة فقط خلال 2005 في محافظة طرطوس (لفحة مبكرة)، ودفيئة أخرى خلال 2006 في محافظة اللاذقية مصابة بذات المرض. كما تشير النتائج إلى انتشار مرض تبقع الأوراق الألترناري (A. Alternata) في الحقول المكشوفة في كافة المحافظات المشمولة بالدراسة، إذ سجلت في عامي الدراسة أعلى نسبة إصابة في منطقة السفيرة بمحافظة حلب، وأدناها في منطقة شطحة بالغاب، وأعلى شدة إصابة في منطقة الزيارة بالغاب، وظهرت أدنى شدة إصابة في منطقة شطحة أيضاً بالغاب في عام 2005، وفي منطقة دير حافر بحلب في عام 2006.
زرعت الأجزاء المصابة على مستنبت TMCaA، ثم حددت الأجناس والأنواع الفطرية اعتماداً على شكل المستعمرة ولونها والخصائص الشكلية للأبواغ وأبعادها. أظهرت النتائج عزل الفطرين A. Solani وA. Alternata، وعزلت من الفطر الأول عزلتان شرستان (L1 وT)، ومن الفطر الثاني عزلتان شرستان (A39 وL8) و20 عزلة تراوحت ما بين الضعيفة والشرسة.  درست قدرة الفطر A. Solani على التبوغ باستخدام سبعة مستنبتات غذائية وعدة طرق تلقيح وشروط تحضين.
أظهرت النتائج أن نشر المعلق الميسيليومي المقطع لهذا الفطر فوق مستنبت PDYCaA وتحضينه تحت شروط الإضاءة المستمرة وحرارة 18 هس أعطت أفضل النتائج إذ أنتج الفطر أكثر من 67000 بوغة/مل. أما الطريقة الثانية فهي تلقيح الفطر على مستنبت TMCaA بنفس الطريقة وتحضينه تحت ذات الظروف السابقة التي أعطت أيضاً أكثر من 61000 بوغة/مل.
دُرس رد فعل 24 طرازاً وراثياً من البندورة إزاء مرضي اللفحة المبكرة  (A. Solani) وتبقع الأوراق الألترناري (A. Alternata) تحت ظروف العدوى الإصطناعية. بلغ عدد الطرز الوراثية التي أبدت مقاومة للمرض الأول 11 طرازاً، وللمرض الثاني 8 طرز، كانت خمسة منها مقاومة لكلا المرضين وهي (11068، 10209، 10020، Golden Landy و10344). كما ظهرت ستة طرز منها متوسطة المقاومة لكلا الممرضين. ولدراسة إمكانية تحريض المقاومة الجهازية المكتسبة في نبات البندورة إزاء مرضي اللفحة المبكرة وتبقع الأوراق الألترناري، أُختبر أولاً التأثير المباشر لأربعة تراكيز مختلفة من ثلاث مواد محرضة للمقاومة الجهازية (SA, Bion, BABA) في النمو القطري لميسيليوم كلا الفطرين A. Solani  و A. Alternata تحت ظروف المختبر.   ثم نفذت تجارب تحريض المقاومة على نباتات من صنف البندورة (باكمور) باستخدام المواد آنفة الذكر بتراكيزها المختلفة، كما استخدمت طريقتان لمعاملة نباتات البندورة بهذه المواد وهي رش كامل المجموع الخضري مباشرة بمعدل 10مل من محلول المادة/نبات، وري الجذور بمعدل 30 مل/نبات، وتمت معاملة النباتات بالمواد المحرضة في ثلاثة مواعيد (3 أو 5 أو7 أيام قبل العدوى بالممرض)، ثم قٌيِّم رد الفعل بعد 10 أيام من العدوى بالفطرين باستخدام سلم تقييس (1-5).
أظهرت النتائج أن الاستخدام الأمثل لتلك المواد أدى إلى تحريض مقاومة جهازية مكتسبة في نباتات البندورة إزاء كلا المرضين. وتحققت أفضل مقاومة عند ري النباتات قبل 3 أيام من  العدوى بمحلول من حمض الساليسيليك (0.4 مل مولر)، إذ أدت تلك المعاملة إلى خفض شدة الإصابة باللفحة المبكرة إلى 1.4 وإلى 1.3 بمرض تبقع الأوراق. أما استخدام Bion رياً بمحلول 0.4 مل مولر قبل 5 أيام من العدوى فأدى إلى خفض شدة الإصابة بكلا المرضين إلى 1.1 و 1.3، أما استخدامه رشاً فأدى إلى انخفاض الشدة بكلا المرضين إلى 1.8 و 1.5، على التوالي. كما أن ري النباتات بمحلول 0.6 مل مولر من مركب BABA قبل 5 أو 3 أيام من العدوى فأعطى شدة إصابة بالمرض الأول 1.4، والثاني 1.5 فقط، مقارنة مع 3.5 و 3.4 عند الشاهد.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا العمل يعتبر التسجيل الأول لمرض تبقع الأوراق الألترناري على البندورة (A. Alternata) في سورية، كما اعتبر تطوير المستنبتين PDYCaA و TMCaA هو الأول أيضاً.