تأثير بعض العوامل الاجتماعية والاقتصادية في انتشار زراعة الفطر الزراعي وتبنيه في الريف السوري

الطالبة :شادية عوض   الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية – مركز بحوث السلمية
جامعة حلب – كلية الزراعة
2009

الملخص

  يعتبر الفقر وسوء التغذية والبطالة من المشاكل الرئيسة المنتشرة في المناطق الريفية، ففي سورية يوجد العديد من المناطق الريفية التي تعاني من الجفاف وقلة الأمطار وشح في المياه الجوفية والسطحية، إذ يعتمد معظم سكان هذه المناطق في معيشتهم على الزراعات البعلية وتربية المواشي التي تتميز بعدم استقرار مردودها لتأثرها بالظروف البيئية والجوية، وهذا ما أدى إلى زيادة معاناة السكان وفقرهم، وإلى زيادة نسبة البطالة، وانخفاض مستوى معيشتهم، وانخفاض الإنتاج، وانخفاض الوعي الصحي أيضاً.
وكل هذا دعا وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي إلى تشجيع إقامة مشاريع تنموية ريفية تتبنى المبتكرات الجديدة والتقنيات الحديثة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في القطاع الريفي، مثل (زراعة الفطر الزراعي)، ونظراً للجدوى الاقتصادية والفنية التي تتمتع بها زراعة الفطر الزراعي فقد تم إدخال زراعته في بعض المشروعات التنموية الريفية في سورية مثل مشروع جبل الحص ومشروع مؤسسة الآغا خان للتنمية الريفية، حيث تعتبر زراعة الفطر الزراعي زراعة تكثيفية حديثة، مدخلاتها قليلة وبسيطة ومتوفرة على مدار العام، وتحتاج إلى كميات قليلة من الماء مقارنة بالمحاصيل الأخرى. ويمكن زراعة الفطر في جميع الأماكن التي يتوفر فيها عزل حراري عن المحيط الخارجي مثل (قبب طينية، مغارات، أقبية المباني الحديثة…الخ).  فهي تشكل مصدر دخل جديد ومستمر من جهة، وتلبي طلب السوق من المنتج من جهة أخرى.
ويعتبر الإطار الثقافي والاجتماعي والمعرفي للمزارعين المحدد الأول لنجاح  الجهود المبذولة لنشر المستحدث وتبنيه.
هدفت الدراسة إلى:
1.    التعرف على السمات والخصائص الاجتماعية والاقتصادية لزراع منطقة البحث.
2.    التعرف على بعض العوامل الاجتماعية والاقتصادية المؤثرة في كل من فترة انتشار ودرجة تبني زراعة الفطر الزراعي لزراع منطقة البحث.
3.    تحديد الأهمية النسبية لكل من العوامل الاجتماعية والاقتصادية على حدة المؤثرة في كل من فترة انتشار ودرجة تبني زراعة الفطر الزراعي، وكذلك التأثير المتجمع لكل هذه العوامل في علاقاتها بفترة انتشار ودرجة تبني زراعة الفطر الزراعي.
4.    التعرف على أهم معوقات زراعة الفطر الزراعي لدى الزراع المبحوثين ومقترحاتهم للتغلب عليها.
5.    حصر مصادر المعلومات الزراعية عن أسلوب زراعة الفطر الزراعي خلال مراحل عملية التبني المختلفة تحت الظروف السورية.
–    ولقد تم جمع البيانات عن طريق المقابلة الشخصية، حيث تم ملء استمارات الاستبيان من  جميع مزارعي الفطر الزراعي في منطقة البحث، وقد بلغ عددهم حوالي (120) مزارع، موزعين في (30) قرية في منطقة البحث.
–   ولقد استخدم برنامج التحليل الإحصائي ( Spss) لتحليل ومعالجة البيانات.
ومن أهم النتائج التي تم التوصل إليها:
كشفت النتائج أن هناك علاقة ارتباطية موجبة ومعنوية على المستوى الاحتمالي (0.05) بين فترة الانتشار وكل من المتغيرات المستقلة التالية: العمر، ودرجة المشاركة الاجتماعية، ومقدار القروض المتاحة.   وباستخدام نموذج التحليل الارتباطي الانحداري المتعدد التدريجي لتقدير نسبة مساهمة المتغيرات المستقلة المدروسة في تفسير التباين الكلي لفترة انتشار زراعة الفطر الزراعي، فقد أوضحت نتائج التحليل الإحصائي معنوية هذا النموذج حتى الخطوة الثالثة، نظراً لثبات الخطأ المعياري عند الخطوة الثالثة حيث بلغ (0.802) وبالتالي لا يوجد أي تحسين إضافي بزيادة عدد المتغيرات، وقد بلغت قيمة ” F ” (5.101)  وهي معنوية عند المستوى الاحتمالي (0.05)، وهناك ثلاثة متغيرات مستقلة مسؤولة عن تفسير حوالي (12%) من التباين الكلي لفترة انتشار زراعة الفطر الزراعي استناداً إلى قيمة معامل التحديد التي بلغت حوالي (0.117). حيث كانت مساهمة المتغيرات الثلاثة كالتالي:
( 4.3%) لكل من العمر، ودرجة المشاركة الاجتماعية، و(3.1%) لمقدار القروض المتاحة.
كما كشفت نتائج الدراسة:
وجود علاقة ارتباطية موجبة ومعنوية على المستوى الاحتمالي (0.05) بين درجة تبني زراعة الفطر الزراعي ودرجة الانفتاح على العالم الخارجي.
وهناك علاقة ارتباطية موجبة ومعنوية على المستوى الاحتمالي (0.01) بين درجة تبني زراعة الفطر الزراعي ودرجة الاتجاه نحو التغيير بصفة عامة.
وجود علاقة ارتباطية موجبة ومعنوية على المستوى الاحتمالي (0.05) بين درجة تبني زراعة الفطر الزراعي ودرجة الاتجاه نحو الأفكار الزراعية الحديثة.
وجود علاقة ارتباطية سالبة ومعنوية على المستوى الاحتمالي (0.05) بين درجة تبني زراعة الفطر الزراعي ومقدار القروض المتاحة.
وباستخدام نموذج التحليل الارتباطي الانحداري المتعدد التدريجي لتقدير نسبة مساهمة المتغيرات المستقلة المدروسة في تفسير التباين الكلي لدرجة تبني زراعة الفطر الزراعي وبين كل من العوامل المستقلة السابق الإشارة إليها في وجود باقي المتغيرات مجتمعة، فقد أوضحت نتائج التحليل الإحصائي معنوية هذا النموذج في الخطوة الأولى نظراً لثبات الخطأ المعياري حيث بلغ (1.191)، وبالتالي لا يوجد أي تحسين إضافي بزيادة عدد المتغيرات. وقد بلغت قيمة ” F ” (5.833)  وهي معنوية عند المستوى الاحتمالي (0.01)، وأن هناك متغير مستقل واحد مسؤول عن تفسير حوالي (5%) فقط من التباين الكلي لدرجة تبني زراعة الفطر الزراعي استناداً إلى قيمة معامل التحديد التي بلغت حوالي (0.047)، وهو درجة الاتجاه نحو التغيير بصفة عامة.   وبناءً على النتائج التي تم التوصل إليها في هذه الدراسة تم اقتراح بعض التوصيات التي يمكن أن تؤخذ بعين الاعتبار من قبل القائمين على نشر زراعة الفطر الزراعي لدى أكبر عدد ممكن من الزراع وفي العديد من المناطق الريفية، ويمكن إيجاز هذه التوصيات كالتالي:
ضرورة تشجيع الزراع على التوسع في زراعة الفطر الزراعي، وتقديم الدعم الفني والإرشادي لزيادة الإنتاج واستمراريته لتغذية كل من السوق المحلي والفائض للتصدير، وإزالة المعوقات في مجال توفير مستلزمات الإنتاج. ويخصص دعم لهذه المدخلات في العملية الإنتاجية وذلك من قبل وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي والمصرف التعاوني الزراعي.
تحسين نوعية وجودة الخلطة الغذائية بإتباع القواعد السليمة في تحضيرها والعمل على تطوير وتحديث الأساليب والآليات المستخدمة في تحضير(الكومبوست) أي مكننة عملية تحضير الخلطة الغذائية، فكمية الفطر المنتج تتأثر بشكل كبير بنوعية الخلطة وبالتالي يؤثر على إقبال المزارعين على تبني زراعة الفطر الزراعي.
قيام الإرشاد الزراعي بالتعاون مع مراكز البحوث العلمية الزراعية  بإقامة دورات تدريبية مستمرة لمربي الفطر حول زراعة الفطر ومكافحة الأمراض والحشرات التي تصيبه، إضافة إلى الإشراف والمتابعة الفنية المستمرة لمربي الفطر خلال  مراحل إنتاج الفطر.
إقامة لقاءات وندوات واجتماعات وأيام حقلية عن زراعة الفطر، والاهتمام بتوزيع نشرات إرشادية مبسطة وسهلة الفهم بكل ما يتعلق بزراعة الفطر وخدمته للحصول على الإنتاج المرغوب، والتأكيد على أهمية دور المصادر الجماهيرية في نشـر المستحدث لدى أكبر عدد ممكن من الجماهير المستهدفة.
تشجيع الراغبين بزراعة الفطر من خلال تقديم القروض وبفوائد بسيطة لتحفيزهم على زراعة الفطر وتخفيض قيمة القسط الشهري عند استرداد القرض مع مراعاة الوضع المادي للمزارع.
توفير البذار في الفترات المناسبة للزراع بحيث يكون قادر على تأمين الظروف والمستلزمات الضرورية لزراعة الفطر لديه، وإعادة النظر في سعر البذار(صندوق الخلطة) بما يتناسب مع الإمكانيات المادية للراغبين بزراعة الفطر.
تشجيع إقامة جمعيات ومراكز تسويق معتمدة في كل قرية لتسهيل عملية التسويق في الوقت المناسب والسعر المناسب.
دعوة المؤسسة العامة لإكثار البذار لإنتاج بذار الفطر الزراعي محلياً  بالتعاون مع الخبرات العلمية والفنية المتوفرة في الجامعات والمراكز العلمية والبحثية الزراعية في سورية.
إجراء دراسات مشابهة في مناطق أخرى على مشاريع مدرة للدخل للتأكد من العوامل المدروسة والكشف عن غيرها من العوامل المؤثرة في انتشار وتبني التقنيات الزراعية الحديثة.