النيماتودا المتطفلة على العدس في محافظتي حلب وإدلب وتفاعلها مع مرض الذبول الوعائي

الطالب :محمد فرحان إسماعيل/هيئة البحوث العلمية الزراعية – مركز بحوث الرقة
جامعة حلب – كلية الزراعة
2009

الملخص

عرفت النيماتودا على أنها من الممرضات الهامة على المحاصيل البقولية الحبية في سورية، إلا أنه لم يتم دراسة أهميتها وتأثيرها على العدس لاسيما بوجود فطر الذبول الوعائي الفيوزاريومي Fusarium oxysporum f. sp. lentis. لذلك فقد هدف البحث إلى إجراء مسح حقلي للإصابة بالنيماتودا ضمن المناطق الرئيسة لزراعة العدس في محافظتي حلب وإدلب، وتحديد أهم أجناسها وكثافتها العددية، ومدى ارتباطها بمرض الذبول الوعائي الفيوزاريومي.
وإلى دراسة تأثير مستويات مختلفة من اللقاح المعدي لأهم أجناس النيماتودا المستقرة والمتجولة المتطفلة على العدس، وكذلك علاقتها التعاضدية مع فطر الذبول الوعائي الفيوزاريومي في نمو وإنتاج صنفي العدس كردي وحوراني. وكذلك دورة حياة نيماتودا الحوصلات H. ciceri على الصنفين آنفي الذكر تحت ظروف غرفة النمو. كما هدفت الدراسة إلى غربلة أصناف من العدس المزروع في سورية والبلدان المجاورة لها إزاء نيماتودا الحوصلات وتأثيرها التعاضدي مع فطر الذبول الفيوزاريومي. وكذلك تأثير السماد العضوي وموعد الزراعة في تطور نيماتودا الحوصلات وإنتاجية العدس تحت الظروف المحمية.

أظهرت نتائج المسح الحقلي للنيماتودا المتطفلة على العدس والقياسات البيومترية لأكثر أجناسها تردداً في حقول المحافظتين، وجود كل من أجناس النيماتودا: Pratylenchus، Aphelenchoides، Paratylenchus، Helicotylenchus، Aphelenchus، Tylenchorhynchus وTylenchus في أغلب حقول المحافظتين. كما بينت انتشار نيماتودا تقرح الجذور Pratylenchus thornei في أغلب الحقول المدروسة، في حين انتشر النوع P. Meditrraneus في خمسة حقول فقط في محافظة إدلب. وانتشر النوع Aphelenchoides dobitus، والنوع Tylenchorhynchus tritic في تربة أغلب الحقول المدروسة. وبينت خصائص مستعمرات الفطر المعزول من سوق نباتات العدس وكذلك مقدرتها الإمراضية أن الفطر هو F. oxysporum f. sp. lentis، وظهرت الإصابة به أكثر وضوحاً في محافظة إدلب خلال مرحلة الإزهار وبداية تكوين القرون. وترافقت الإصابة به مع معظم أجناس النيماتودا المسجلة في عينات المحافظتين.

تناسب تأثير الكثافة الأولية لنيماتودا الحوصلات H. ciceri عكساً في كل من طول النبات، عدد القرون، الوزن البيولوجي للنبات ووزن البذور. وعلى العكس من ذلك ازداد وزن الجذور مع ازدياد كثافة العدوى من هذه النيماتودا. كما ظهر تأثير سلبي لكل من أجناس النيماتودا المتجولة وفطر الذبول في تلك العناصر آنفة الذكر.  وسبّب التعاضد ما بين النيماتودا المتجولة داخلية وخارجية التطفل وفطر الذبول تأثيراً عالياً في نمو وإنتاج صنفي العدس، وتساقطاً لأوراقهما، وارتفاعاً في شدة ذبول نباتاتهما مقارنة مع تعاضد هذا الفطر مع النيماتودا الحوصلية لوحدها. إلا أن وجود تلك الممرضات مجتمعة سبب تأثيراً عالياً في نمو نباتات الصنفين، مؤدياً إلى انعدام تكوين القرون والبذور على حدٍ سواء ومن ثم موت النبات. ارتبطت الكثافة النهائية ومعدل تكاثر نيماتودا الحوصلات عكساً مع الكثافة الابتدائية للقاحها المعدي، وانخفضت الكثافة النهائية ومعدل تكاثر كلتا مجموعتي النيماتودا إلى أدنى مستوى لها بوجود فطر الذبول.

بدأت يافعات الطور الثاني من نيماتودا الحوصلات H. ciceri بغزو جذور صنفي العدس كردي وحوراني قبيل يوم واحد من ظهور بادراتها. واستغرق تطور جيلها من البيضة إلى الحوصلة مدة 50 يوماً من العدوى الاصطناعية. تأخر فقس وغزو يافعاتها من الطور الثاني عند الجيل الثاني على صنف العدس حوراني حتى اليوم العاشر من العدوى الاصطناعية، وظهرت بأعداد قليلة مقارنة مع أفراد الجيل الأول. ولم تنهي دورة حياتها وصولاً إلى الحوصلة الناضجة ذات اللون البني المحمر، إذ ظهرت في بداية تحولها إلى اللون الأبيض المحمر عند نضج المحصول.
ظهرت جميع الأصناف العدس المختبرة حساسة لنيماتودا الحوصلات H. ciceri، في حين سجل 103 أصناف منها مقاومة لفطر الذبول، انخفض عددها إلى 14 صنفاً ظهر متوسط المقاومة للتأثير التعاضدي لهذين الممرضين. لم تؤثر العدوى بأي من الممرضين أو بكليهما معاً في عدد الأيام حتى الإزهار وعند جميع الأصناف المدروسة. إلا أن عددها حتى النضج التام تقلص بشكل أكبر عند المعاملة المشتركة بكلا الممرضين معاً مقارنة مع العدوى بالنيماتودا أو فطر الذبول كل على حده. ويندرج الشيء ذاته على طول النبات، عدد القرون المتكونة على النبات، الوزن البيولوجي ووزن الإنتاج البذري. وظهرت البذور المصابة صغيرة الحجم مشوهة الشكل ومكرمشة. كما أدت العدوى بفطر الذبول إلى تقليص أوزان الجذور عند جميع أصناف العدس المدروسة مقارنة مع الشاهد. وعلى العكس من ذلك ارتفعت أوزان الجذور عند العدوى المنفردة بنيماتودا الحوصلات H. ciceri وبمعدل أعلى مقارنة مع وجود الممرضين معاً. كما انبعثت رائحة مميزة تشبه رائحة السمك المتعفن من جذور أصناف العدس المصابة بالنيماتودا الحوصلية منفردة، انخفض انبعاثها عند المعاملة المشتركة بكلا الممرضين. وانخفضت الكثافة النهائية لهذه النيماتودا ومعدل تكاثرها ليصل أدنى حدٍ لها بوجود الممرضين معاً.

تناسبت الأوزان البيولوجية وأطوال نباتات العدس طرداً مع التبكير في موعد الزراعة من الموعد الأول حتى الخامس بغض النظر عن إضافة أو عدم إضافة السماد العضوي ووجود أو غياب النيماتودا. فارتفعت عناصر إنتاج العدس المتمثلة في طول النبات، وزنه البيولوجي، عدد القرون المتكونة على النبات ووزن الجذور والبذور بتأثير التسميد العضوي. وعلى العكس من ذلك، خفّضت إضافة السماد العضوي من تأثير النيماتودا الحوصلية H. ciceri في كافة العناصر المدروسة، وبغض النظر عن موعد الزراعة المختبر. فظهرت تلك العناصر أعلى عند إضافة التسميد العضوي مقارنة مع غيابه. كما خفضت من كثافة نيماتودا الحوصلات النهائية ومعدل تكاثرها وفي جميع مواعيد الزراعة المدروسة باستثناء الموعد الأول. إذ ظهرت أعلى عند التسميد العضوي مقارنة مع غيابه.
تماثل تأثير نيماتودا الحوصلات H. ciceri بوجود السماد العضوي في كلٍ من طول النبات، الوزن البيولوجي ووزن الإنتاج البذري عند كلٍ من موعدي الزراعة الأول والثاني مقارنة مع الشاهد بغياب التسميد العضوي والنيماتودا عند الموعدين الثاني والثالث، على التوالي. وكذلك الحال عند عدد القرون المتكونة على النبات في الموعد الثاني مقارنة مع الشاهد في موعدي الزراعة الثاني والثالث.