تأثير المسافة الزراعية وموعد الزراعة في الصفات الإنتاجية والنوعية لعدة أصناف من الشوندر العلفي في الرقة

محمد محمود البغدادي، الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية، إدارة بحوث الثروة الحيوانية.
جامعة دمشق، كلية الزراعة.
2013

الملخص

يتميز الشوندر العلفي بإنتاجه الجذري المرتفع مقارنةً مع المحاصيل الرعوية الأخرى، وبقيمته الغذائية العالية واستساغته من قبل المجترات نتيجة احتوائه على نسبة عالية من الماء والسكر، وتساهم هذه الميزة في ارتفاع إنتاج الحليب عند الأبقار، حيث يقوم المزارعون بتقطيع الجذور وخلطها مع القش قبل تقديمها  لقطعان الأبقار لديهم. وقد أكّدت العديد من الدراسات انخفاض تعرض الحليب لعوامل الفساد، بسـبب بكتيريا الباتريك الحامضية Butyric Acid Bacteriaوذلك عندما استخدامالشوندر العلفي في عليقة الأبقار مقارنة مع التغذية على مادة التبن وحدها.

إن المعلومات المتوفرة عن محصول الشوندر العلفي قليلة، ولم يُدرس مسبقاً في ظروف البيئة السورية، مع العلم أن الشوندر العلفي مصدر هام كمحصول علفي، وذلك لكونه مصدر غني بالطاقة، بالإضافة لإمكانية زراعته في المناطق الهامشية والترب المالحة.

لقد عزت الدراسات أسباب التباين في المردود الجذري في الشوندر العلفي إلى اختلاف كل من: الظروف البيئية، قوام التربة، طول فترة الإضاءة، الأصناف والمعاملات الزراعية المختلفة. فعلى سبيل المثال تساهم زراعة النباتات بالكثافة النباتية المثلى في الاستغلال الأمثل للنبات الواحد للمساحة الغذائية، مما يتيح له الاستفادة من الماء والضوء، وبالتالي رفع كفاءة عملية التمثيل الضوئي، التي تساهم بدورها في زيادة نسبة المادة الجافة في الجذور، وبالتالي الحصول على إنتاج جذري مرتفع في وحدة المساحة.

ونظراً لعدم وجود دراسات سابقة حول أفضل المعاملات الزراعية التي يجب تقديمها لهذا المحصول العلفي العالي القيمة الغذائية في سورية، كان لابد من تنفيذ بحث لمعرفة أفضل المعاملات التي تساهم في زيادة المردود الجذري مع المحافظة على القيمة الغذائية كمادة علفية، وذلك في مختلف المناطق وعروات الزراعة في سورية. وفي مقدمة هذه المعاملات، مواعيد الزراعة والكثافات النباتية والأصناف.

نظراً لأهمية تأثير المعاملات الزراعية على الصفات الإنتاجية والنوعية في كل المحاصيل، نفذت تجربة زراعية في مركز البحوث العلمية الزراعية في الرقة التابع للهيئة العامة للبحـوث العلمية الزراعية، خلال الموسم  2011/2012،وفي عروتين، عروة خريفية وعروة شتوية،زرع أربعة أصناف وحيدة الجنين من الشوندر العلفي، وبمعدل ثلاث كثافاتنباتية (66.66، 80، 83 ألف نبات/هـكتار). نفذت التجربة وفق تصميم القطاعات الكاملة العشوائية المنشقة من الدرجة الثانية Split split plot design وبثلاثة مكررات، حيث وضعت مواعيد الزراعة في القطع الرئيسية والأصناف في القطع المنشقة من الدرجة الأولى ومسافات الزراعة في القطع المنشقة من الدرجة الثانية، وقد أوضحت النتائج مايلي:

  • أفضلية الزراعة على مسافة 60 سم ما بين خطوط الزراعة و20 سم ما بين النباتات والتي تعادل كثافة نباتية قدرها 80 ألف نبات/ هكتار للحصول على مواصفات مورفولوجية أفضل لنبات الشوندر العلفي (طول الجذر وقطره ووزنه، نسبة المجموع الجذري إلى المجموع الخضري) التي انعكست بشكل إيجابي على المردود الجذري والمردود من العلف الأخضر. كما أن الزراعة بهذه المسافات قد ساهمت في الإبقاء على أكبر عدد من النباتات في وحدة المساحة والتي بلغت 70 و 54.96 ألف نبات/هكتار في كل من العروتين الخريفية والشتوية على التوالي بانخفاض عن النسبة المطلوبة 5 % و 8.4 % في كل من العروتين الخريفية والشتوية على التوالي.
  • زراعة صنف الشوندر العلفي فيرمون وحيد الجنين للحصول على مواصفات إنتاجية ونوعية جيدة في كل من العروتين الخريفية والشتوية.
  • ننصح بإمكانية الزراعة الخريفية والشتوية، نظراً لعدم وجود تباينات جوهرية ما بين العروتين في معظم الصفات المدروسة.