دراسة الفيروسات التابعة لجنس Polerovirus على البقوليات الغذائية الشتوية في منطقة الغاب-سورية

الطالب :نادر يوسف أسعد/هيئة البحوث العلمية الزراعية – مركز بحوث الغاب
جامعة حلب – كلية الزراعة
2009

الملخص

أجريت مسوحات حقلية دورية خلال الموسمين الزراعيين 2005/2006 و2006/2007 في سورية لتحديد الفيروسات التابعة لعائلة Luteoviridae المسببة لأعراض الاصفرار والاحمرار و/أو التقزم للمحاصيل البقولية الشتوية، واستقصاء مداها العوائلي وبعض خصائصها الحيوية.
بيّنت نتائج الاختبارات السيرولوجية (اختبار بصمة النسيج النباتي المناعي، TBIA) لـ 3345 عينة نباتية ومن بعدها الاختبارات الجزيئية (اختبار التفاعل المتسلسل للبوليمراز مع النسخ العكسي، RT-PCR) لـ 142 عينة منتقاة منها، أنّ الفيروسات التابعة للجنس Polerovirus (عائلة Luteoviridae) هي المسبب الرئيس لتلك الأعراض، وضمّت في حدّها الأدنى نوعين فيروسيين هما فيروس الاصفرار الغربي للشوندر السكري/البنجر Beet western yellows virus (BWYV) والفيروس  Chickpea chlorotic stunt virus(CpCSV) الذين أظهرا تبايناً في تفاعلهما مع الأجسام المضادة وأزواج البادئات (Primers) المستخدمة، ولم تتعدى نسبة التشابه 68% في تتالي نكليوتيدات الغلاف البروتيني لإحدى العزلات السورية لفيروس BWYV مقارنة بأخرى لفيروس CpCSV؛ رغم ما تمّ رصده من تقاطع كبير في المدى العوائلي لهذين الفيروسين والذي جاوز 27 نوعاً نباتياً من المحاصيل والأعشاب البرية المختلفة تتبع 11 عائلة نباتية (Apiaceae، Asteraceae، Brassicaceae، Brassicaceae، Euphorbiaceae، Fabaceae، Malvaceae، Papaveraceae،  Polygonaceae،  Ranunculaceae، Solanaceae)، فضلاً عن الاشتراك في النواقل الحيوية (حشرات المنّ) ومناطق الانتشار.
كما أشارت هذه الدراسة إلى شيوع الإصابات المختلطة بكلا الفيروسين، مع التأكيد على احتمال وجود أنواع/سلالات فيروسية أخرى غيرها تتبع الجنس نفسه (Polerovirus) أو العائلة Luteoviridae، مما قد يشكل في المحصلة تحدياً هاماً عند تربية الأصناف المقاومة/المتحملة.
بيّن هذا البحث أهمية الفيروسات التابعة للجنس Polerovirus، وقدم توصيفاً دقيقاً لاثنين من الفيروسات التابعة له، مع وضع مقاربة واقعية لتواجدها على مدار العام تحت ظروف الإصابة الطبيعية في سورية، ومما يزيد من أهمية البحث هو الكشف عن فيروس CpCSV للمرة الأولى في سورية، فضلاً عن تسجيل عوائل طبيعية (لكلا الفيروسين) للمرة الأولى محلياً وعالمياً.
نفذت عدّة تجارب حقلية خلال الموسمين الزراعيين 2005/2006 و2006/2007 بهدف دراسة تأثير بعض المبيدات الكيميائية والعمليات الزراعية (زراعة نطاقات شوندر سكري، الزراعة الحافظة) والمدخلات الوراثية، في الحدّ من انتشار الفيروسات المسببة لاصفرار الحمص في سورية. بيّنت نتائج اختبار بصمة النسيج النباتي المناعي (TBIA) أنّ الفيروسات التابعة لعائلة Luteoviridae مسؤولة بصورة رئيسة (97.1% من الحالات) عن أعراض الاصفرار والتقزم على نباتات الحمص المنتقاة عشوائياً. وكانت الفروقات في نسب النباتات المتقزمة والمصابة بالاصفرار/الاحمرار غير معنوية ما بين القطع التجريبية التي تخلّلتها وأحاطت بها نطاقات الشوندر السكري وتلك التي تركت دون نطاقات في العروتين الشتوية والربيعية. تفوّق المبيد جاوشو على أكتارا بصورة معنوية في خفض الإصابة بفيروسات الاصفرار عند استخدامه في معاملة بذور مدخلات الحمص الربيعي، وانخفضت الإصابة بمعدّل 42.3%، وازدادت الغلة بواقع 19.9%، ولم تكن الزيادة في كفاءة المبيد جاوشو معنويةً عند استخدامه في معاملة بذور العروة الشتوية. بالمقابل، كان معدل خفض المبيد أكتارا للإصابة الفيروسية أقل (25.8%) وتدنّى دوره في تحسين الغلة الحبية إلى الثلث (8.1%) عند استخدامه على الحمص الربيعي، بينما كان أداءه في الحمص الشتوي 51.4 و%22.4 ، على التوالي، وتفوّق بصورة معنوية على المبيد جاوشو عند استخدامه على نباتات العروة الشتوية. تحققت أفضل النتائج عند استخدام المبيدين معاً في معاملة مشتركة في العروتين الشتوية والربيعية، وانخفضت الإصابة بمعدّل 66.2 و64.5%، على التوالي، قابلتها زيادةٌ معنوية في الغلّة بمعدّل 30.7، 32.1%، على التوالي، مقارنةً بالشاهد غير المعامل. كان التباين معنوياً في أداء مدخلات الحمص المختبرة في كلتا العروتين إزاء فيروسات الاصفرار تحت ظروف العدوى الطبيعية، وتراوحت نسب إصابتها ما بين 2.2-14.9% في مدخلات العروة الشتوية، و0.9-11.8% في مدخلات العروة الربيعية.  خفّضت الزراعة الحافظة الإصابة بفيروسات الاصفرار بمعدل 39.9% قياساً بطريقة الزراعة التقليدية، وحققت زيادةً ملموسةً في غلة محصول الحمص بمعدل 61.5%.
الاستنتاجات:
مكنت نتائج هذه الدراسة من التوصل إلى الاستنتاجات التالية:
1.    الانتشار الواسع لفيروسات الاصفرار التابعة لجنس Polerovirus، كما أنهّا المسبّب الرئيس لأعراض التقزم والاصفرار على البقوليات الغذائية الشتوية في سورية.
2.    سجلت الإصابة الطبيعية بفيروس التقزم الشاحب للحمص Chickpea chlorotic stunt virus (CpCSV، جنس Polerovirus، عائلة Luteoviridae)، لأولّ مرّة في سورية.
3.    احتمال وجود سلالات أخرى لفيروس التقزم الشاحب للحمص (CpCSV) أو فيروسات جديدة تابعة للعائلة Luteoviridae.
4.    أمكن لأول مرّة، نقل فيروس التقزم الشاحب للحمص (CpCSV) بواسطة منّ البازلاء الأخضر (Acyrthosiphon pisum Harris).
5.    للفيروسين ( BWYV و CpCSV) عوائل طبيعية واسعة، سجل بعضها للمرّة الأولى عالمياً، ممّا يقلّل من جدوى الاعتماد على الدورة الزراعية للحدّ من انتشارها.
6.    أهمية التكامل بين طرائق الكشف المختلفة (المصلية والحيوية والبيولوجيا الجزيئية) لتحديد هذه الفيروسات.
7.    للأعشاب البرية والمحاصيل التلقائية أهمية كبيرة كمخازن طبيعية للفيروسات المدروسة.
8.    هناك إمكانية واعدة  في تقليل الإصابة بالفيروسات المسببة لاصفرار وتقزم الحمص باستخدام المبيدين جاوشو وأكتارا، ولاسيّما عند استخدامهما معاً.
9.    للزراعة الحافظة (Zero tillage) أثرٌ فاعل في الحدّ من انتشار الفيروسات المسببة لاصفرار وتقزم الحمص الشتوي وزيادة غلّته مقارنة بالزراعة التقليدية.
المقترحات والتوصيات:
1.    توسيع دائرة المسح الحقلي للفيروسات التابعة لجنس Polerovirus لتشمل جميع الأعشاب المرافقة والمجاورة لحقول البقوليات في مناطق أخرى من سورية.
2.    من الناحيتين العملية والتطبيقية، لابدّ من البحث عن أمصال مضادة متخصصة للكشف عن فيروس التقزم الشاحب للحمص (CpCSV)، بهدف سهولة تعريفه وتحديد أهميته النسبية.
3.    استخدام أزواج جديدة من البادئات المتخصصة بالكشف عن الفيروسات التابعة لجنس Polerovirus، للتفتيش عن وجود سلالات أو فيروسات جديدة.
4.    إعادة دراسة مبيدي الجاوشو وأكتارا وكفاءتهما في الحدّ من انتشار الفيروسات المسببة لاصفرار وتقزم الحمص، باستخدام تركيزات ومعاملات مختلفة منها.
5.    تكرار دراسة الزراعة الحافظة ودورها في الحدّ من انتشار هذه الفيروسات، وذلك خلال عدّة مواسم زراعية وفي مواقع مختلفة من سورية، نظراً لأهميتها من الناحيتين البيئية والاقتصادية.
6.    استخدام نتائج هذا البحث في تطوير إستراتيجية متكاملة للحدّ من انتشار الفيروسات التابعة لجنس Polerovirus، على البقوليات الشتوية في سورية.