مرض تفلّن جـذور البنـدورة، المتسبّب عن الفطـر SHNEIDER et GERLACH Pyrenochaeta lycopersici ومكـافحته

الطالب :قصيّ الرحيّة /هيئة البحوث العلمية الزراعية – مركز  بحوث اللاذقية
جامعة حلب – كلية الزراعة
2005

الملخص

   تتأثر بندورة الزراعة المحمية في الساحل السوري بمرض تفلّن الجذور الذي أصبح عاملاً محدداً للإنتاج في السنوات الأخيرة. فقد تم تسجيل انتشار واسع ودرجات مرتفعة للمرض ترافقت بكثافة مرتفعة لجسيماته الحجرية المتراكمة في التربة بتتالي المواسم وصولاً إلى مستويات قصوى لا تزيد، وذلك نتيجة لعدم قدرة جذور النباتات على التطور والنمو في المنطقة الموبوءة، وبالتالي عدم إمكانية زيادة كمية اللقاح المعدي المتمثلة في هذه الجسيمات.
ينتج المرض عن عدة عزلات من الفطر Pyrenochaeta lycopersici تم عزلها من منطقة الدراسة، وكانت متطابقة بالصفات التصنيفية ومتقاربة بالمتطلبات الحرارية للنمو لكنها اختلفت باللون والشكل المظهري للمستعمرة الفطرية على وسط (PDA)، وبتشكيل الأوعية البكنيدية على وسط (TJA)، وأحيانا على وسط (PDA)، أو على القطع الجذرية المصابة بالمرض، حيث تمكنت عزلة واحدة فقط من تشكيل الأوعية البكنيدية (العزلة رقم 5). وقد شكلت جميع العزلات جسيمات حجرية (Microsclerotia)، وكانت العزلة رقم 1 الأكثر انتشاراً في منطقة الدراسة والأكثر تردداً في عمليات العزل، كما كانت المسؤولة عن أضرار المرض في منطقة الدراسة، في حين كانت العزلات الأخرى قليلة الظهور. وتميزت جميع عزلات الفطر بقدرة إمراضية عالية لبادرات البندورة الفتية.
يشارك الفطر المسبب للمرض Pyrenochaeta lycopersici مجموعة من فطور التربة المسببة للأعفان الجذرية، أهمها الأنواع Fusarium oxysporum و Rhizoctonia solani و Colletotrichum coccodes، حيث وجدت بنسب منخفضة مقارنة مع نسب الفطر المسبب للمرض، وكانت المسؤولة عن أعراض مرض سقوط البادرات في بداية الموسم، كما ازداد نشاطها مع ارتفاع حرارة التربة في الربيع لتستعمر المجموع الجذري وتزيد من وطأة المرض.
ارتفعت حرارة التربة أثناء التشميس إلى مستويات حرارية قاتلة للكائنات الممرضة المنقولة بالتربة على العمق 10 و 20 سم، وخفضت بشكل معنويّ من عدد الجسيمات الحجرية للفطر Pyrenochaeta lycopersici في كلا العمقين، حيث تُعدّ هذه الجسيمات الوحدات المعدية الرئيسة المسؤولة عن تجدد حدوث الإصابة بالمرض وانتقاله وتفاقمه من موسم لآخر. لكن لم تسجل مستويات حرارية قاتلة على العمق 30 سم من التربة، حيث كان تخفيض عدد الجسيمات الحجرية على هذا العمق غير معنويّ. كما لوحظ أيضاً انخفاض عدد الجسيمات الحجرية المعزولة من تربة الشاهد عند هذا العمق أيضاً.
خفّضت معاملات تشميس التربة من درجة الإصابة بمرض تفلّن جذور البندورة وحسّنت إنتاجية النباتات وقوة نموها بشكل معنوي كبير، كما زادت متوسط وزن الثمرة بمعنوية عادية. وكانت معاملة التشميس مع إضافة بقايا الملفوف ومعاملة التشميس مع ترطيب التربة أثناء فترة التشميس، أفضل المعاملات، حيث تقاربتا كثيراً في الفعالية ولم تكن الفروق بينهما معنوية، في حين كانت معاملة التشميس بدون ترطيب أضعف معاملات التشميس المدروسة.
اقتصر تأثير التسميد العضوي على زيادة معنوية بسيطة في إنتاجية النباتات المصابة وقوة نموها، في حين لم يخفض درجة إصابتها بمرض تفلّن جذور البندورة، وعمل أحياناً على تشجيعها. لكنه تميز بتأثير مشترك مع معاملات التشميس وساهم في زيادة فعاليتها بتخفيض درجة الإصابة وتحسين إنتاجيتها وقوة نموها، وخاصة معاملة التشميس دون ترطيب. كذلك تفاعل تأثير التسميد العضوي مع تأثير البكتريا Bacillus subtilis (FZB27)، فخفض الإصابة وزاد إنتاجية النبات وقوة نموه، أما تأثيره في متوسط وزن الثمرة للنباتات المصابة فكان ضئيلاً.
تميز الفطر Trichoderma harzianum(Biocont) والفطر Trichoderma viride  بقدرة تضادية عالية تجاه الفطر الممرض Pyrenochaeta lycopersisi عند درجات الحرارة المرتفعة 20  و 25° س في الظروف المخبرية، وبقدرة تضادية منخفضة بدرجة حرارة 15°س.  حقلياً تميز نوعا الفطر بفعالية ضعيفة غير معنوية في تخفيض درجة الإصابة أو تحسين إنتاجية النبات ونموه، ولم يكن لهما تأثير في متوسط وزن الثمرة، وكذلك كان تأثيريهما المشترك مع معاملات التشميس أو مع التسميد العضوي أو مع كليهما ضعيفاً وغير معنوي.
أظهرت البكتريا Bacillus subtilis(FZB27) قدرة تضادية عالية تجاه الفطر الممرض  P. lycopersisi  وثبّطت نموه في الظروف المخبرية وكانت أفضل العوامل الحيوية المختبرة في مكافحة المرض، حيث ساهمت في تخفيض درجة الإصابة وتحسين نمو وإنتاجية النبات وأظهرت فعالية مشتركة مع معاملات التشميس، وخاصة معاملة التشميس بدون ترطيب أو مع التسميد العضوي أو مع كليهما لكن بفروق غير معنوية.
تميز المبيد الفطري Benomyl بفعالية عالية في تثبيط النمو الفطري للفطر الممرض  P. lycopersici، ومنعت تراكيزه المنخفضة نمو الفطر في الظروف المخبرية. لكنه لم يكن فعالاً عند اختباره حقلياً، حيث كان ضعيف التأثير في تخفيض درجة الإصابة بالمرض وتحسين قوة نمو النبات وإنتاجيته، كما كان تأثيره المشترك مع معاملات التشميس أو التسميد العضوي أو مع كليهما ضعيفاً، ولوحظ في بعض الحالات أنه يساهم في تخفيض كفاءة معاملات التشميس بدلاً من دعمها.