تقييم نمو وإنتاجية بعض الأنواع الرعوية في البيئات المجهدة ملحياً

الطالب :نشأت محمود صبوح  الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية- إدارة بحوث الموارد الطبيعية
جامعة دمشق- كلية الزراعة
2010

الملخص

نُفِّذ البحث في محطة بحوث النشابية التابعة للهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية، خلال موسم نمو 2007- 2008، بهدف تقويم استجابة ثمانية أنواع رعوية، خمسة أنواع منها تابعة للعائلة السرمقية Chenopodiaceae (4 أنواع تابعة للجنس Atriplex، ونوع للجنس Salsola)، ونوعين من العائلة النجيلية Poaceae (نوع تابع للجنس Agropyron، ونوع ثانٍ تابع للجنس Oryzopsis)، والنوع الأخير من العائلة البقولية Fabaceae (تابع للجنس Onobrychis) لمستويات مختلفة (1, 5, 9, 13 dS.m-1  من مخلوط  الملحين  NaCl، والجبس CaSO4.2H2O) من الإجهاد الملحي.
تمّ تقسيم العمل في هذا البحث ضمن تجربتين، حيث زرعت الأنواع المذكورة في أكياس بلاستيكية وُضعت تحت تأثير الظروف الخارجية، وبنفس الوقت زرعت نفس الأنواع في الحقل.
لوحظ وجود تباين وراثي في أداء الأنواع الرعوية المدروسة في كلتا التجربتين ضمن ظروف الإجهاد الملحي. وضعت التجربتين وفق تصميم القطع المنشقة (Split- Plot Design)، بواقع أربعة مكررات لتجربة الأكياس، وثلاثة مكررات لتجربة الحقل، و تمثّلت القطع الرئيسية بالمستويات الملحية لمخلوط الملحين بالإضافة إلى الشاهد، وتمثّلت القطع الثانوية بالأنواع الرعوية الثمانية المدروسة، طُبق الإجهاد الملحي بعد وصول معظم نباتات الأنواع المدروسة إلى طور الإنبات التام، وحتى اكتمال مرحلة بدء طرد النورات الزهرية عند السرمقيات، وطور الإزهار عند كل من النجيليات، والنوع البقولي.
تبيّن من نتائج العمل في تجربة الأكياس أنّ المستويات المرتفعة من الأملاح في وسط النمو (9, 13 dS.m-1) (NaCl+CaSO4.2H2O) قد سببت بشكلٍ عام، تراجعاً في معظم المؤشرات المدروسة لدى الأنواع المدروسة من العائلتين النجيلية والبقولية، وبعض الأنواع المدروسة من العائلة السرمقية (الروثة، والرغل الأمريكي)، إلا أن المستويات المنخفضة وحتى المتوسطة من الأملاح كان لها دور محفز، حيث تفوقت عندها معظم المؤشرات على الشاهد وباقي المعاملات بشكلٍ معنوي في معظم الأحيان، وذلك عند الأنواع المدروسة من العائلة السرمقية (الرغل الملحي2، الرغل السوري) كما أنّ عدم تأثير المستويات الملحية في ارتفاع محتوى النبات من شوارد الصوديوم، ونسبة الذائبات المتسربة من الخلايا النباتية مع ارتفاع تركيز الأملاح في وسط النمو عند الأنواع السرمقية المدروسة من جهة، وارتفاع في محتوى الخلايا النباتية من الماء النسبي والمطلق بازدياد تركيز الأملاح في وسط النمو من جهة أخرى، يدل على كفاءة معظم الأنواع المدروسة من العائلة السرمقية في المحافظة على جهد امتلاء أعلى ضمن خلاياها النباتية، مما ساعدها في تحمل الإجهاد الملحي وتجنب آثاره الضارة.
إنّ الأنواع الرعوية المدروسة التي حققت متوسط إنتاجية علفية خضراء أعلى (مثل الرغل الملحي2, الرغل السوري من العائلة السرمقية، والرزية الناعمة من العائلة النجيلية) استطاعت أن تحقق متوسط وزن، وطول للجذور أكبر، في حين فشلت الأنواع التي لم تتمكن من المحافظة على جهد الامتلاء داخل الخلايا النباتية في المحافظة على استطالة الأوراق، وتحقيق إنتاجية علفية خضراء تحت ظروف الإجهاد الملحي، مثل الروثة من العائلة السرمقية، وحشيشة القمح الطويلة من العائلة النجيلية.
نلاحظ أنّ طرازي الرغل الملحي قد حققا أعلى متوسط في كل من نسبة البروتين الخام, نسبة الدهن الخام, ونسبة الرماد, وقد حققا أقل متوسط في نسبة الألياف الخام, وبنسبة المادة الجافة تفوق عليهما معنوياً الرغل السوري, والذي كان يليهما في متوسط نسبة البروتين الخام, ونسبة الدهن الخام, كما أنّه كان الأقل في متوسط نسبة الرماد الخام, ومع الروثة الأعلى في متوسط نسبة الألياف الخام, في حين كان كل من النوعين الروثة, والرغل الأمريكي الأقل معنوياً في نسبة المادة الجافة, نسبة الدهن الخام, ونسبة البروتين الخام، كما تفوقت الرزية الناعمة على حشيشة القمح الطويلة في القيمة العلفية من خلال المؤشرات المدروسة، وساعدها في ذلك كفاءتها في المحافظة على جهد امتلاء أعلى ضمن خلاياها النباتية، وبالتالي تحمُّل الإجهاد الملحي.
إنّ عدم تأثير ازدياد تركيز الأملاح في وسط النمو في نسبة البروتين الخام, نسبة المستخلص الخالي من الآزوت, و نسبة الدهن الخام لدى القطب المزروع يؤكد تميُّز هذا النوع البقولي بقيمة علفية ممتازة حتى ضمن ظروف الإجهاد الملحي التي تعرّض لها في التجربة.
يشير تباين الأنواع المدروسة في استجابتها للملوحة إلى وجود تباين وراثي يمكن استثماره في انتخاب الأنواع المتحملة، واستبعاد الحساسة منها للملوحة، وأبعد من ذلك انتخاب طرز وراثية ضمن الأنواع التي تحقق كفاءة عالية في تحمل الإجهاد الملحي مع المحافظة على طاقتها الإنتاجية والحيوية، كما في طرز الرغل الملحي المدروسة.