دراسة أهم الخصائص الكيميائية والفيزيائية للفريكة المصنعة من بعض أصناف القمح القاسي المزروعة في سورية

 م. جابر وسيم العاني
الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية – مركز بحوث حلب
جامعة حلب – كلية الزراعة
2008

الملخص

تُعدُّ الفريكة كأحد أهمِّ منتجات القمح القاسي في منطقتي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتنتشر بشكلٍٍ واسعٍ في سورية. وهي عبارةٌ عن حبوب قمحٍ غير مكتملة النضج، تتمَّيز بلون حبوبها المائل إلى الاخضرار ونكهتها الدخانية المميَّزة.

لقد هدف هذا البحث إلى تحديد الموعد الأنسب لجني السنابل، واختيار أفضل الأصناف المدروسة لتصنيع الفريكة، وكذلك لدراسة الغَّلة الحبِّية وأهمِّ الخصائص الفيزيائية والكيميائية للفريكة والقمح المصنَّعة منه وتأثير كلٍ من الصنف والموقع فيها، وذلك بتصنيع الفريكة في موعدين (نهاية طور النضج اللبني، نهاية طور النضج العجيني) وهما يمثِّلان بداية ونهاية الفترة التي تصلح لصنع الفريكة. نُفِّذت هذه الدراسة بالتعاون بين جامعة حلب-كلية الزراعة، والهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية، والمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا) خلال الموسمين الزراعيين (2003/04 و 2004/05) وبموقعين مختلفين: الأول في محطة بحوث يحمول/ اعزاز ويتبع منطقة الاستقرار الأولى، والثاني في المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (ICARDA)/ تل حديا ويتبع منطقة الاستقرار الثانية. وتضمنَّت المادة التجريبية ثمانية أصناف من القمح القاسي ستَّةٌ منها معتمدة واثنان مبشِّران وهي: (شام1 ، شام3 ، شام5، بحوث7 ، دوما1 ، حوراني27 ، جدارة2 ، أزغار2 بالإضافة إلى صنفٍ واحدٍ من القمح الطري (شام6). زرعت التجربة وفق تصميم القطَّاعات المنشقَّة Split Block Design بعاملين (الصنف V وموعد الحصاد D) وبثلاثة مكرَّراتٍ. ودرس لكل من الفريكة والقمح المصنعة منه المحتوى من البروتين والنشاء والرماد والألياف الخام والمواد الملونة وقوة الغلوتين، وكذلك الصلابة والوزن النوعي ووزن الألف حبة والبلورية والإنتاجية الحبية، وتمَّ طبخ الفريكة المجروشة لتقويمها حسِّياً.

أظهرت نتائج هذه الدراسة إلى ضرورة حصاد سنابل القمح بهدف تصنيع الفريكة منها في الموعد الثاني (نهاية الطور العجيني) وقبل الدخول في طور النضج الشمعي للحصول على غلَّةٍ أوفر، إذ بلغ النقص في غلَّة الفريكة المصنَّعة بالموعد الأول نحو (33 %) مقارنةً بالموعد الثاني، كما بيَّنت الدراسة تفوق الصنفان بحوث7 وشام5 في إنتاجيتهما.

أمَّا بالنسبة لموعد التصنيع فقد وجدت فروق معنوية عالية بين الموعدين لأغلب صفات الفريكة، حيث تفوَّق الموعد الثاني على الأول في الغلَّة الحبِّية والوزن النوعي ووزن الألف حبَّة واختبار الترسيب ودليله، بينما تفوَّق الموعد الأول على الثاني في البلُّورية والرماد الخام والكلوروفيلات وانخفاض نسبة النشاء، في حين كانت قيم الصلابة والمادة الجافة والبروتين الخام والألياف الخام متقاربةً بين كلا الموعدين. ووجد أنَّه في الموقع يحمول تميَّزت الأصناف بارتفاع محتواها من البروتين الخام والعناصر المعدنية وقوة غلوتينها في الفريكة والقمح، بينما محتواها من الألياف الخام والنشاء لم يتأثَّر بالموقع. وأظهرت الدراسة أيضاً وجود ارتباط سلبي ومعنوي بين البروتين والنشاء وارتباط إيجابي بين البروتين والبلورية، وبين البروتين وحجم الراسب ودليله، كما وجدت علاقة ارتباطٍ سلبيةٍ ومعنويةٍ بين محتوى الأصناف من الكلوروفيل في الفريكة ومحتواها من الأصبغة الصفراء في القمح، وكان الصنف المبشِّر (جدارا2) الأعلى في محتواه من الكلوروفيلات الكلِّية. وبالنسبة للصنف الطري (شام6) فقد كان هو الأقل في وزن الألف حبَّة والوزن النوعي والبلُّورية، والأعلى في نسبة النشاء، ولكنَّه تميَّز بارتفاع محتواه من الكلوروفيل. ومن الناحية الحسية للفريكة المطبوخة تميَّزت الفريكة المصنَّعة من القمح القاسي بقوامها الجيِّد أثناء الطهي ونكهتها الأفضل وبعدم التصاق حبوبها مقارنةً مع الفريكة المصنَّعة من القمح الطري، وكانت النكهة أوضح واللون أفضل في الفريكة المصنَّعة بالموعد الأول (نهاية الطور اللبني).

وأخيراً يمكن القول أنَّه نظراً لكون حبوب الفريكة هي حبوب قمح كاملة غير تامَّة النضج وتحتوى على نسب أعلى من حبوب القمح في بعض مكوِّناته فهي ذات قيمةٍ غذائيةٍ عاليةٍ.