دراسة بيئية وكيميائية لنبات البابونج .Matricaria aurea L في المنطقة الوسطى من سورية

م. محمد عي زيَاك
الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية – إدارة بحوث البستنة
جامعة دمشق – كلية الزراعة
2011 

ملخص

يعد نبات البابونج .Matricaria aurea L من أهم النباتات الطبية والأكثر استخداماً في سوريا ومع ذلك فإن المعطيات المتوفرة حول هذا النبات الهام طبياً نادرة إن لم تكن معدومة.
حيث أنه دائماً عندما يذكر نبات البابونج حتى في المراجع العلمية المحلية يتم ذكر وإدراج البيانات والمعلومات التي تتحدث عن نبات
.Matricaria chamomile  L والذي تم تسليط الضوء عليه وإجراء العديد من الأبحاث في أغلب البلدان التي ينتشر بها وخصوصاً في القارة الأوربية .وبما أن نبات .Matricaria aurea L  من النباتات الواسعة الانتشار في الأفلورا السورية والأوسع استعمالاً من قبل السكان الأمر الذي شكل لنا دافعاً وحافزاً للقيام بدراسة علمية هدفها تسليط الضوء على هذا النوع الهام. لقد تم اختيار المنطقة الوسطى (محافظتي حمص وحماه) كونها تشكل مساحة واسعة من سوريا بالإضافة إلى الاختلاف والتنوع البيئي بين مناطقها الأمر الذي يمثل تقريباً كل مناطق انتشار النوع في سوريا.
تم تنفيذ البحث بين عامي 2008- 2009 حيث تم إجراء مسح جغرافي بيئي على هذا النوع وتبين بنتيجة المسح أن هناك انحساراً هاماً في مناطق انتشار هذا النبات وذلك يعود إلى تراجع مساحة الموائل الطبيعية له أمام استصلاح الأراضي وتوسع الزراعة أفقياً (زراعة الزيتون واللوز ).بالإضافة إلى أمر في غاية الأهمية وهو الجمع الجائر وغير المنظم من قبل السكان المحليين بغية استخدامه أو الإتجار به . تم اختيار ثمانية مواقع للجمع بحيث يمثل الموقع الموئل الطبيعي المستهدف بالدراسة وعلى أن يكون بعيداً قدر المستطاع عن التدخل البشري أو أي عامل آخر قد يؤدي إلى قراءة مغايرة للمنطقة المدروسة.
تبين من خلال عملية الاستخلاص للزيت العطري بطريقة الجرف بالبخار والذي تم لمراحل  نمو مختلفة للنبات ضرورة بلوغ النبات مرحلة أوج الإزهار (الإزهار الكامل ) حتى يتاح للنبات تكوين النسبة العظمى من الزيت العطري وبالتالي فهي المرحلة الأفضل والمثلى  التي ينبغي أن يتم بها الجمع لتحقيق الفائدة العلاجية المطلوبة . لقد سجلت أعلى نسبة للزيت العطري في موقع الحمرا مرحلة أوج الإزهار بنسبة بلغت 0.15- 0.16 % عامي2008-2009 على التسلسل.
كما أظهرت النتائج الدور الهام الذي تلعبه التربة التي ينمو فيها النوع المدروس كعامل مكمل لتأثير العامل المناخي على الرغم من المرونة التي يتمتع بها هذا النوع والقدرة على النمو في الأماكن الهامشية الغير مناسبة للعديد من الأنواع المنتشرة في مناطق الدراسة.
كما أوضحت دراسة التركيب الكيميائي باستخدام جهاز GC/MS وجود ما يزيد على 100مركب كيمائي ضمن تركيب الزيت بالإضافة إلى تحديد المركبات الرئيسية التي تشكل النسبة العظمى والتي تحدد طبيعة الزيت العطري ,حيث تبين أن مركب أكسيد الكاريوفيلين هو المركب الرئيسي في تركيب الزيت العطري. لقد أظهرت النتائج تحسن نوعية الزيت العطري في مرحلة أوج الإزهار مقارنةً مع مرحلة بداية الإزهار. من دراسة تأثير العوامل البيئية (مناخية – تربة) على النسبة المئوية للزيت العطري ومكوناته الكيميائية بدا جلياً أهمية العامل المناخي الرطوبي في تشكيل النسبة العظمى من الزيت العطري كعامل محدد لطول فترة نمو النبات ومدة كل مرحلة من مراحل نمو النبات. وفي دراسة شروط زراعة النوع المدروس تبين أن أفضل موعد لزراعة النبات بغية الحصول على أفضل إنتاجية  هو 15ك2 – 1 شباط كما أن العمق  المناسب لإنبات بذور .Matricaria aurea L   يجب أن لا يزيد عن 0.5 سم.