دراسة بعض التغيرات في الصفات الإنتاجية والنوعية لصنفين من الشوندر السكري (.Beta vulgaris L) ما بعد الحصاد في العروة الصيفية مقارنة بالعروة الخريفية في دير الزور

م.أحمد العبدالله
الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية، مركز بحوث دير الزور، شعبة الشوندر السكري
جامعة الفرات، كلية الزراعة
2011

الملخص

إن زراعة الشوندر السكري في الموعد أو العروة المناسبة وتنظيم حصاده له أهمية كبيرة فالحصاد عندما يكون في جو حار وجاف لا يستطيع الجذر في هذه الحالة مقاومة الجفاف، الذي يعرض المحصول في حال تركه مكوماً على الأرض بانتظار نقله إلى المعمل إلى تعفن الجذور خلال أيام، ويصبح الجذر غير صالح للتصنيع، من أجل ذلك لابد أن يكون الحصاد والتوريد للمعمل في هذه الحالة في وقت قصير.

تعد فترة حصاد الشوندر السكري المزروع في سوريا في العروتين الخريفية والشتوية، والتي تمتد حوالي 100 يوم سنوياً (من بداية شهر تموز وحتى نهاية شهر أيلول) قصيرة، إذا ما قورنت بالمساحات المزروعة من جهة، وبالطاقة التصنيعية المنخفضة لمعامل السكر من جهة أخرى، وفي كلتا الحالتين يضطر الفلاح إلى ترك الشوندر المحصود إما مكوماً على الأرض تحت أشعة الشمس، أو في الناقلات بجانب معمل السكر بانتظار التصنيع لعدة أيام، وبالتالي تكون الجذور معرضة للعوامل الجوية المختلفة، كارتفاع درجات الحرارة، والتي قد تصل في بعض الأحيان إلى أكثر من 35 ْم، والرطوبة النسبية، التي تؤثر سلباً في خصائص الجذور النوعية والإنتاجية. وهنا تبرز أهمية تحديد الظروف المناسبة للزراعة والحصاد والتخزين للتخفيف من أضرار التدهور الحاصل في جذور الشوندر السكري بعد الحصاد بانتظار التوريد لمعامل السكر.

نظراً لأهمية الموضوع وأثره الاقتصادي الكبير على صناعة السكر، أجريت الدراسة في الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية – مركز بحوث دير الزور خلال الموسمين 2008/2009 و 2009/2010 بهدف دراسة أثر عروات الزراعة ومواعيد الحصاد وطول فترة التخزين ما بعد الحصاد في الصفات الإنتاجية والنوعية لجذور صنفين من الشوندر السكري. نفذت الزراعة في العروة الخريفية والصيفية، حيث زُرع صنفان من الشوندر السكري وهما ديتا (وحيد الجنين) وأكالا (متعدد الأجنة)، وهما صنفان معتمدان للزراعة في منطقة ديرالزور، حيث تمت عملية الحصاد في ثلاثة مواعيد وهي (بعد 195، 210، و225 يوم من الزراعة) بالنسبة للعروة الصيفية، وبعد (225، 240، و255 يوم من الزراعة) بالنسبة للعروة الخريفية. كما تم ترك الجذور المحصودة لمدة عشرة أيام (طول فترة التخزين) وتخزينها بثلاثة طرق تخزين وهي: أكوام مكشوفة وأكوام مغطاة بالمجموع الخضري وأكوام في الظل. نفذت التجربة وفق تصميم القطع تحت المنشقة (المنشقة المنشقة) Split Split Plot Design وبثلاثة مكررات. أظهرت النتائج أن حصاد جذور الشوندر السكري عند 240 يوماً من الزراعة في العروة الخريفية أعطى أعلى نسبة سكروز، ونسبة بريكس (%)، وإنتاج جذري، وناتج سكر فعلي (طن/هـ)، بينما أدى حصاد الجذور بعد 225 يوم من الزراعة إلى زيادة نسبة النقاوة (%)، والإنتاج الورقي (طن/هـ) في وحدة المساحة. أما بالنسبة للعروة الصيفية فقد أدى حصاد الجذور بعد 225 يوم من الزراعة إلى زيادة نسبة السكروز (%)، والإنتاج الجذري، وناتج السكر الفعلي (طن/هـ)، بينما أعطى حصاد الجذور بعد 195 يوم من الزراعة أعلى إنتاج ورقي (طن/هـ). على مستوى كافة المعاملات المدروسة، تفوق الصنف وحيد الجنين ديتا على الصنف متعدد الأجنة أكالا في كافة الصفات النوعية والإنتاجية باستثناء صفة المردود الخضري في وحدة المساحة، حيث تميز الصنف متعدد الأجنة بإنتاجية أعلى مقارنةً مع الصنف وحيد الجنين.

أدت طريقة تخزين الجذور في أكوام مغطاة بأوراق الشوندر في العروتين الصيفية والخريفية بعد حصادها دوراً مهماً في تخفيف التدهور الحاصل في الجذور عندما تطول الفترة الزمنية بين الحصاد والتصنيع. حيث ساهمت هذه الطريقة في التقليل من حدوث ارتفاع في نسبة البريكس، بالمقارنة مع طريقة التخزين في أكوام مكشوفة وأكوام مظللة. كما حافظت على نسبة سكروز ونقاوة مرتفعتين ووزن جذري مرتفع مقارنةً مع طرق التخزين الأخرى، وبذلك تعد طريقة ترك الأكوام مكشوفة أسوأ طريقة تخزين لأنها تؤدي إلى تدهور مواصفات الشوندر السكري النوعية والكمية.

نتج عن إطالة فترة التخزين حدوث تراجع في مواصفات الجذور النوعية (الجودة) والكمية، حيث أدى ذلك إلى ارتفاع في نسبة البريكس، كما أدى إلى انخفاض في نسبة السكروز والنقاوة ووزن الجذر أيضاً، مما يؤكد على ضرورة نقل المحصول مباشرةً بعد الحصاد إلى المعمل للتصنيع.