دراسة حقلية ومخبرية للجرذ الليبي Meriones libycus ومكافحته

الطالب :إبراهيم مام خير/هيئة البحوث العلمية الزراعية – إدارة بحوث الوقاية
جامعة دمشق – كلية الزراعة
2007

الملخص

تناول البحث دراسة بيئة وحياة الجرذ الليبي Meriones libycus الذي يعد من أكثر أنواع القوارض انتشاراً في البيئات شبه الجافة ومن أهم العوائل الطبيعية الخازنة لمسببات مرض الليشمانيا الجلدية حيوانية المصدر في كثير من دول العالم ومنها سورية، كما انه يعتبر من الآفات الزراعية الاقتصادية في بعض مناطق العالم. نُفِّذَت الدراسة في محافظتي ريف دمشق وحمص خلال الفترة كانون الثاني 2004 حتى أيار 2006 وقد تم التركيز على عمليات مكافحته باستخدام مبيدات القوارض المتوفرة محلياً، وكانت النتائج البحث كما يلي

بيولوجيا الجرذ الليبي. Biology
أظهرت النتائج إن فترة التكاثر للجرذ الليبي طويلة وتمتد من بداية آذار إلى تشرين الأول ويتوقف التكاثر في أشهر الشتاء الباردة. تراوح عدد المواليد في البطن الواحد بين 5-6 مواليد بمتوسط 5.25 مولود/بطن. تلد الأنثى صغار عارية ومغمضة العيون ومتوسط وزنها 3.7 غراما، وتفتح عيونها بعمر 17 يوما وتفطم بعمر 24-25 يوم وتصبح الذكور بالغة بعمر 116-120 يوما والإناث بعمر 110 يوما ويكون متوسط الوزن عند هذا العمر حوالي 108 غراما. تواجد الأفراد غير البالغة في مجتمعات الجرذ الليبي يمتد فترة طويلة حيث تبين وجودها من شهر أيار إلى شهر تشرين الأول وكانت أعلى نسبة للأفراد غير البالغة 60% في شهر أيلول، في حين كانت 0% خلال الفترة من كانون الأول 2004 إلى آذار 2005 وخلال شهري تشرين الثاني كانون الأول 2005. تتغير نسبة الأفراد غير البالغة في مجتمعات الجرذ الليبي خلال أشهر السنة تبعاً لموسم التكاثر، حيث تظهر الأفراد غير البالغة بعد حوالي شهرين من بداية موسم التكاثر. أظهرت النتائج أيضا أن النسبة الجنسية لمجتمعات الجرذ الليبي كانت 1:1 تقريبا في كانون الأول، وآذار، وخلال الفترة الممتدة من تموز، إلى تشرين الأول. في حين كانت نسبة الإناث أكبر في شباط، أيار، وتشرين الثاني.

بيئة الجرذ الليبي. Ecology
ينتشر الجرذ الليبي في جميع مناطق الدراسة على شكل مستعمرات كبيرة في البادية السورية ذات البيئة الجافة وشبه الجافة. وهو القارض السائد وهناك أنواع أخرى من القوارض رافقت الجرذ الليبي في مواقع الدراسة هي جرذ ترسترام Meriones terstrami , جربوع واجنر Gerbillus dasyurus, الفأر المنزلي Mus musculus, وفأر الحقل الاجتماعي Microtus socialis. يبني الجرذ الليبي جحورا معقدة تتألف من أنفاق طويلة ومتفرعة يصل عمقها إلى 45 سم تنتهي بفتحات إلى الخارج تراوح عددها لنظام الجحر الواحد من 3-9 فتحات, وتراوح عدد الأعشاش من 0-2 عش, وعدد حجر تخزين الغذاء من 0-3 حجرة, كما يضم نظام الجحور عدد من الممرات المسدودة النهاية، وكان متوسط طول النفق لنظام الجحر الواحد 433 ± 237 سم، ومتوسط قطر النفق 8.1 ± 0.8 سم ومتوسط حجم النفق 2.3×10-2 ± 1.4×10-2 م3. دلت نتائج دراسة تحليل الغطاء النباتي لمستعمرات الجرذ الليبي إن نبات الشنان السوري Anabasis syriaca هو النبات السائد في معظم مواقع الدراسة ويشكل الغذاء الرئيسي للجرذ الليبي، كما تنتشر نباتات أخرى إلى جانب الشنان مثل الطرفاء Tamarix articulate، والشيح Artemisia herba-alba، والروثا Salsola vermiculata، والرغل ابيض الفروع Atriplex leucoclada، وعنب الدب Solanum nigrum، والقيصومة Achilla conferta، والعاقول Alhagi maurorum كما بينت النتائج إن الجرذ الليبي يتغذى على أنواع نباتية أخرى غير الشنان مثل الشيح وعنب الدب خاصة في محسة والناصرية.

مكافحة الجرذ الليبي. Control
أظهرت التجربة الحقلية المنفذة خلال شهر شباط من العام 2005 لتقييم الأداء الحقلي لثلاثة من مبيدات القوارض في مكافحة مستعمرات الجرذ الليبي Meriones libycus في مناطق شبه جافة شرقي دمشق وجنوب شرق حمص. حيث اختُبرت طعوم فوسفيد الزنك (حبوب القمح مع المادة الفعالة بتركيز 2%)، والطعوم الجاهزة للاستخدام من مبيد البروديفاكوم (مضغوطات بقطر 2مم تحتوي المادة الفعالة بتركيز 0.005%) و مبيد فوسفيد الألمنيوم (أقراص بوزن 3 غرام تحتوي المادة الفعالة بتركيز 56%). وحيث عوملت الجحور الفعالة في معاملات فوسفيد الزنك والبروديفاكوم بإضافة 10 غرامات من الطعوم السامة لكل جحر، وفي معاملة فوسفيد الألمنيوم، عومل كل جحر فعال بقرص واحد من المستحضر التجاري. وقد قُدِّرَت فاعلية المعاملات اعتماداً على قياس عدد الجحور الفعالة قبل المعاملة وبعدها. بلغت متوسطات انخفاض عدد الجحور الفعالة في معاملات فوسفيد الزنك، فوسفيد الألمنيوم، البروديفاكوم والشاهد غير المعامل 95.9%، 91.9%، 81.9% و 18.5% على التوالي. لم تظهر فروق معنوية بين فاعلية فوسفيد الزنك وفوسفيد الألمنيوم، في حين كان الفرق معنوياً بين كل منهما مع مبيد البروديفاكوم. ظهرت أعراض التسمم السريع غير المباشر على المفترسات الثديية بعد 24 ساعة من المعاملة بمبيد فوسفيد الزنك، مما يشير إلى ضرر المبيد على الأعداء الحيوية برغم فعاليته العالية. تشير النتائج إلى أن إضافة واحد غرام فقط من طعوم فوسفيد الزنك في كل جحر فعال تبدو كافية لتحقيق فاعلية عالية في مكافحة الجرذ الليبي مقارنة بتلك الناتجة عن إضافة 10 غرام في الجحر. أظهرت نتائج الاختبار الأولي لفاعلية كميات مختلفة من طعوم فوسفيد الزنك بتركيز 2% إن فاعلية جميع المعاملات كانت عالية ومتقاربة في خفض عدد الجحور الفعالة للنوع المدروس حيث بلغت 94.3%، 98.1%، 98.3% للكميات 1 غرام، 3 غرام، و5 غرام على الترتيب؛ وبذلك يكفي إضافة واحد غرام فقط من هذا الطعم السام لمعاملة الجحور الفعالة وفي ذلك خفض حوالي 85% في كميات الطعوم التي توصي بها وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي لمكافحة القوارض البرية أثناء حملات المكافحة.
تشير نتائج حساب حجم نظام الجحور للجرذ الليبي إمكانية استخدام أقراص صغيرة (وزن 0.6 غ) من مستحضرات مبيد فوسفيد الألمنيوم لتحقيق مكافحة فعالة للجحور بدلاً من استخدام أقراص كبيرة الحجم (وزن 3 غ) في حال كانت رطوبة التربة مناسبة.